عام سيىء يمر على الكرة الايطالية, منذ 10سنوات, كانت الاندية الايطالية تتربع على عرش الكرة الاوروبية وخاصة الميلان و اليوفي, اما هذه السنة فلا يوجد على الاقل نادي واحد ايطالي في المربع الذهبي لرابطة الابطال, و ذلك بعد خروج آخر الفرق المودعة للمسابقات الاوروبية اودينيزي.
ومع خروج اودينيزي, تكون ايطاليا قد عاشت موسما اوروبيا سيئا آخر بإقصاء كل ممثليها من الدور الثمن نهائي لدوري الابطال.
أما اليوم, فهناك 3 فرق انجليزية متواجدة للمرة الثالثة على التوالي في النصف النهائي على غرار ما كانت تفعله ايطاليا في فترة التسعينيات حينما عرفت 9 نهائيات لدوري الابطال من اصل عشرة طرفا ايطاليا.كما شهد 11 نهائيا في كأس الاتحاد الاوروبي وصول فريق ايطالي على الاقل الى المباراة النهائية.
أسباب هذا التراجع الرهيب لمستوى الكرة الايطالية أمام نظيرتها الانجليزية يمكن ان تلخص في النقاط التالية:
1-المال,المال,المال:
من المعروف ان البطولة الايطالية مثل اي بطولة عالمية اخرى لا يمكن ابدا ان تتنافس ماليا مع البطولة الانجليزية, حيث ان الاندية الانجليزية قادرة على توفير ضعف مبلغ الانتقال و اعطاء ضعف الراتب و خير مثال على ذلك العرض الهائل لكاكا من مانشستر سيتي.
كرة القدم الايطالية بحاجة الى استثمارات مالية حقيقية وهذا لا يعني بالضرورة البيع للاجانب و لكن البيع لمن هو يرغب بالاسنثمار فمثلا كان بامكان ادارة فريق روما بيع النادي لمن هو اقدر على الاستثمار.
2-الكالشيو بولي و اثاره:
المحاكمة الشهيرة و المعروفة التي حصلت في صيف 2006 أخَرت على الأفل ايطاليا لمدة 5 سنوات, فصورة البطولة الايطالية تاثرت مما ادى بكثير من اللاعبين الى التفكير اكثر من مرة قبل الانتقال الى بطولة تم وضعها ضمن البطولات التي يتواجد فيها الفساد الاداري, لا سيما و أن الفريق الانجح في ايطاليا اليوفي كان قد سقط و اضطر الى بيع 4 ابطال عالم.
3-سيلفيو برليسكوني:
هناك نادي واحد تعتمد عليه ايطاليا لانقاذها من التأخر في حصد الالقاب الاوروبية و هو الميلان.فعندما اشترى برليسكوني النادي في عام 1986, ضخ الرجل الملايين في خزينة النادي, و هو ما ادى الى النجاح. لكن في الاعوام الاخيرة و رغم الثروة الحالية المقدرة ب 9.4 مليار يورو, فإن برليسكوني اصبح لا يقدم أي دعم مالي حقيقي بسبب التزاماته السياسية.
4-ّاليسيو سيكوّ و امثاله:
"لو كانت الاموال المتوفرة لدي افاز فريقي بالاسكوديتو و رابطة الابطال لعامين متتاليين".كانت هذه كلمات المدير الرياضي السابق موجي, لأن سيكو مدير انتقالات اليوفي حاليا اصبح أحد الشخصيات غير المحبوبة في الفريق الى درجة جعلت الجميع يتساءل كيف استطاع المحافظة على منصبه منذ 3 مواسم, حيث قام حتى الآن بتعاقد واحد مناسب فيما لم تكن التعاقدات الاخرى مهمة و لم تعد باي فائدة على الفريق, مثله مثل الاندية الايطالية الاخرى على غرار الميلان بتعاقده مع رونالدينهو و الانتر بتعاقده مع مانشيني و كواريزما.
5-انهيار القوة الدفاعية:
من المعروف ان الكرة الايطالية تتميز بدفاع قوي و كلنا يتذكر الايام التي كان فيها اي نادي ايطالي من الصعب اختراقه.
فاليوفي مثلا كان يضم شيريا, فيرارا, جنتلي, مونتيرو بالاضافة الى تورام و كنفارو و غيرهم.فيما كانت قوة الميلان تتركز في مالديني, كوستاكورتا,باريزي, ديسايي و بعدهم نستا و ستام.أما الآن فقد أصبح دفاع اليوفي مثلا يتكون من ميلبرغ, قريقيرا و مولينارو في حين الميلان يتكون دفاعه من : سانديروس, فافالي و مالديني الذي بلغ الاربعين من عمره.
هذه كلها معطيات أثَرث على الخط الخلفي و كان من الطبيعي ان يحدث الانهيار طالما أن الخط الخلفي كان يمثل مصدر قوة.
6-قوة ايطاليا تتوزع في جميع الاندية:
عندما ننظر الى الرباعي الانجليزي:مانشستر يونليتد, تشيلسي, ليفربول و ارسنال و من ثم نبحث عن الاعبيين من الفرق 16 المتبقية الذين يصلحون للعب في هذه الفرق الاربعة اساسيا, نجدهم يعدون على الاصابع. بينما في ايطاليا, فعندما نبحث عن اللاعبين الذين يصلحون للعب في الاندية الكبيرة, فنجد الكثير من المواهب, فنابولي مثلا يملك لافيتزي, هامشيك, سانتا كروشي و يملك جنوا ميليتو, كريشيتو, موتا , بوكاتي,أما اودينيزي فيضم: دي ناتالي, كوالياريلا و هي عناصر تستطيع دعم الاندية الكبيرة.
7-تراجع الحضور الجماهيري:
لم تقم ايطاليا بأي حركة لبناء الملاعب الضخمة أو تطويرها منذ عام 1990 على غرار ملعب سان سيرو أو الاوليمبيكو, لأن ملعب ارتيميو فرانكي مثلا التابع لسيينا لا يليق بالدرجة الثالثة الرومانية, أضف الى ذلك السلوك المبالغ به أيام المباريات من قبل الشرطة في الملاعب, ما تسبب في تراجع الحضور الجماهيري في المباريات خاصة اذا أضفنا الى هذا أن تذاكر الكالشيو مرتفعة مقارنة بالدول الاوروبية الاخرى.مما جعل المناصرين يحضرون في المباريات الكبرى فقط و خاصة لتوفر بطاقة سكاي.
8-تأثير الحكام و سلطة الاتحاد الاوروبي:
اشتكت الاندية الايطالية كثيرا من الاخطاء التحكيمية في مبارياتها الاوروبية, فالبطاقة الحمراء الغير مبررة لماتيرازي العام الماضي و كيليني هذا العام كان لهما الاثر الشديد في الخروج من المنافسة,و لو أعطى الحكم ضربة الجزاء المستحقة لموتا في الاولمبيكو لتاهل روما مكان الارسنال للربع النهائي.
و هذه فقط بعض معاناة الفرق الايطالية من السلطة الاوروبية.
9-تغير موازين القوة من عشرية الى اخرى:
تشهد كل عشرية سيطرة بطولة اوروبية معيَنة على قمة الهرم الاوروبي.في فترة الخمسينيات مثلا شهدت تفوق اسبانيا عبر ريال مدريد في حين سيطرت ايطاليا في فترة الستينيات و المانيا في السبعينيات, ثم انجلترا في الثمانينات لتعود ايطاليا للسيطرة في التسعينيات قبل أن تحل محلها اسبانيا لبعض السنوات و الآن هاهي انجلترا تعود مجددا لتفرض منطقها في كأس رابطة الابطال, حيث يعتبر الايطاليون أن هذا يدخل في سنة الحياة و دوام الحال من المحال.
10-سوء التسويق في ايطاليا:
البطولة الانجليزية أصبحت الافضل في العالم ويرجع الفضل الى الحملة التسويقية المنظمة,فمثلا سكاي بدأت تنقل البريميرليغ على شكل شعار البطولة الاكثر اثارة في العالم و بالتدريج تغير هذا الشعار الى البطولة الاقوى في العالم. هذا الشعار يردد في كل فرصة و في كل مناسبة ما يجعل العالم يصدق ذلك من كثرة تكراره.و هذا ينتج عنه تسويق رائع خصوصا عبر الاعلام الانجليزي الذي يسوَق لبطولته و يحاول تغطية عيوبها بشتى الطرق.و في ايطاليا مع الاسف فان المسوقين لم يطوروا اساليبهم.
المصدر:
http://goal.com/fr/news/30/italie/20...urop%C3%A9enne